يأتي عادة قرار التغيير عندما نصل لمرحلة لا تطاق من شدة الألم، هذه المرحلة يطلق عليها (العتبة العاطفية)، في اللحظة التي يصل فيها مستوى الألم إلى هذه المرحلة، سوف تصرخ وتقول كفى ؟ إلى متى سأظل أعاني؟ إلى متى ستبقى حياتي على هذه الوتيرة؟
هنا يأتي اتخاذ قرار التغيير بسبب هذا الألم الذي لا يطاق، والذي أصبح كالبركان الذي انفجر فجأة بداخلنا.
أثناء رحلة الحياة والتنقل فيها ما بين قاع وقمة، غالباً يحدث هذا الالم المبرح الذي يقض المضجع ويدفعك للتغيير، هنا تشعر أن الأمور لا تسير على ما يرام، وأن الحياة أصبحت مملة وصعبة، وأنك كما لوكنت تصارع نفسك، وتدور في دائرة الألم ولا تستطيع الخروج منها.
تشعر أنك مستنزف، وأن أي هدف في الحياة - مع هذا الشعور- من الصعب تحقيقة. غالباً هذا الشعور سيجعلك تقاوم التغيير، ويحرك (المخرب الذاتي) الموجود في داخل كل منا، والذي يحثنا على البقاء في منظقة الراحة، ويخلق الكثير من الأعذار مدعياً أنه يقوم بحمايتنا من التعب و الاجهاد.
هذا المخرب قد يكون جيداً في الوقت الذي يدعونا فيه إلى الرأفة بأنفسنا وعدم نشود الكمال، واتخاذ الحذر قبل الاقدام على بعض الخطوات الغير مدروسة والسريعة؛ والتي قد تكلفنا الكثير؛ لكنه في كثير من الأحيان يكون سبباً في تحطيم أهدافنا قبل أن ترى النور، وحتى قبل البدء في اتخاذ أي خطوات باتجاه الهدف، بسبب الخوف الغير حقيقي والذي قد يعيق السير والمضي قدماً.
قد يكون أيضاً هذا المخرب شعور آخر كالخوف أو الحزن، كما قد يكون معتقدات عميقة ومعيقة تمنع السير للأمام.
في هذه المرحلة نحتاج إلى قرار حازم وحاسم مع النفس؛ في هذه المرحلة يظهر جهاد النفس الحقيقي، الذي يدل على حب ورعاية الذات، بتمكيننا من إدارة الذات والحياة لنصبح أفضل نسخة ممكنة، في هذه المرحلة يصدق قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا).
ولنساعد أنفسنا علينا اتباع بعض الخطوات التي تساعدنا على الالتزام والتحفيز لأحداث التغيير الذي نرغب به.
من أهم الخطوات التي تساعد على التغيير:
عند تحديده ابدأ في اتقان هذا الهدف و الانتهاء منه، وستجد أنه طور فيك التزاماً مع الذات، وأشبع لديك الشعور بالنجاح، وزاد الثقة بالنفس، فيتولد الدافع والحماس لإنجاز المزيد من الأهداف.